بقلم الدكتور صالح أبو رمح
استشاري اول امراض باطنية و كلى
عندما تصل الكلية الى مرحلة لا تستطيع معها ان تخرج السموم او ان تحافظ على المستوى الطبيعي لمكونات الدم من بوتاسيوم و فسفور و احماض , عندها لا بد من مساعدة الجسم عن طريق جهاز الكلية الاصطناعية او ما يعرف بالغسيل الدموي .
و هذا التطور في الطب بدا من حوالي ستين عاما ، و يعتبر فتحا كبيرا حيث مكن مرضى الفشل الكلوي المزمن التام ان يعيشوا سنوات طويلة وصلت احيانا فوق الثلاثين عاما بشكل جيد مقابل ضريبة الوقت الذي ينبغي ان يمكثوه على الجهاز ( ثلاث جلسات اسبوعيا ) .
و فكرة الغسيل هو ان الدم يجري في الفلتر الخارجي بسرعة حوالي 300 مل في الدقيقة و هذا الفلتر عبارة عن شعيرات جدارها يفصل بين الدم و بين سائل الغسيل الذي يجري في الاتجاه المعاكس بسرعة 500 مل/ الدقيقة , و هذه العملية تسمى الديلزة الدموية و يتم بواستطها سحب الماء الزائد من الجسم و كذلك عمل التنقية من السموم و اضافة المواد اللازمة للجسم .
و لكي نتمكن من سحب الدم بهذه السرعة في الجهاز لا بد من توصيل الشريان بالوريد في الرسغ او الساعد , و هذا يسمى وصلة شريانية وريدية طبيعية او وضع وريد اصطناعي عندما تكون الاوردة ضعيفة و هذا يسمى وصلة اصطناعية Graft و اذا لم تكن هذه الوصلة متاحة عندها نضطر الى وضع انبوبة بلاستيكية في الاذين الايمن لسحب الدم بشكل مؤقت .
و لابد من التذكير ان عملية الغسيل ليست علاجا للكلى و لكنها لتنقية الدم و حتى يستفيد المريض منها لا بد له من مراعاة النقاط الثلاثة التالية :
- الالتزام بجرعة غسيل لا تقل عن 12 ساعة اسبوعيا
- المحافظة على تغذية جيدة عن طريق الاكثار من البروتينات مثل اللحوم و تقليل الملح و الماء بشكل عام .
- القيام ببرنامج رياضي لتقوية العضلات .
و هنالك بديل اخر للغسيل الدموي و هو الغسيل البريتوني حيث يتم ادخال السائل من خلال انبوب مثبت في البطن و تفريغه اربع مرات يوميا , و هذا النوع من الغسيل يناسب البعض و هو اقل كفاءة من غسيل الدم .